صحبة خاصة مع الحبيب على الجفرى

نبذة عن مولانا الشيخ نظيم

صحبة خاصة مع الحبيب على الجفرى

23  نوفمبر 2010

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(هذه الصحبة مهداه للأخ المحترم الحبيب على الجفرى عندما جاء ليزور مولانا  فى “ليفكى” وأهدى له مولانا صحبة خاصة بسلطان العارفين سيدنا أبو يزيد البيستامى وهو سادس شيخ أكبرعلى نهج الطريقة النقشبندية والذى يوجد مقامه فى دمشق بالرغم من أن البعض يدعى وجوده فى إيران)

مولانا: كل إنسان يخاف ويرتعد من يوم القيامة, ومن الذى لا يخاف أن يُحاسب أمام الله ذلك اليوم ؟ كان قلب سيدنا أبو يزيد البيستامى (رفع الله درجاته وقدس روحه) دائما يشتاق لهذا اليوم وكان يقول:” أُحب أن ينادينى الله ذلك اليوم  يا أبا يزيد فالله سوف ينادينى بإسمى ذلك اليوم ـ ماذا أتمنى أكثر من ذلك؟.
وبعد أن أسمعه ينادينى حتى ولوكان سيلقى بى فى نار جهنم لايهم, فلن أخاف نار جهنم مثلما لن أجد سعادة لو أنعم على بكل الجنات ” مقابل النشوى التى أشعر بها بعد أن ينادينى باسمى”، وأضاف ” فهو شرف لى وفرحة غامرة أن أسمعه وهو ينادينى باسمى وعندما يحاسبنى ويسألنى ماذا أريد بعد ذلك؟ سأجاوب قائلا لا أريد شيئا فهذا كافٍ بالنسبة لى من الحياة الدنيا إلى الآخرة, يكفى أن أسمع إلهى ينادينى بإسمى “

فالله بكلماته وصفاته باقون وتتردد فى أذناى إلى الأبد  فهل سأسمع نداءه وهو ينادينى” يا عبدى يا عبدى يا عبدى يا أبا يزيد”، هذا فقط ما أريده فلا أرغب فى الجنة ولا أخاف النار, فيكفى أن أسمع الله بعظمته وجلاله  ينادينى بإسمى بينما أنا فى الحقيقة لا شىء” ما هذه المنزلة ؟ ماهو مقام شخص يريد الله فقط؟ ياعبيد الله ابقوا مع الله ليقويكم الله ويؤيدكم.

حبيب: نحن نسأل العفو والنصيحة

مولانا: من أنا (كى أمنحك شيئا)؟ أليس لدينا رسول صلى الله عليه وسلم (لكى تطلب منى ذلك)؟ ألن يُسعِد الله رسوله صلى الله عليه وسلم (بأن يمنح أمته العفو والأمان)؟ فمن المؤكد أن رسول صلى الله عليه وسلم سوف يحزن بشدة لو فقد أحد من أمته بدخوله نار جهنم، فهل سَيُلْقَى بواحد من عبيده فى النار.

الحبيب: حقا فقد وعد الله رسوله صلى الله عليه وسلم ألا يخذله فأنا أسأل الله العفو والمغفرة والإخلاص له لأننى أشعر بالخجل منه.

مولانا: (يرد بلطف) هل نحن نشعر بالخجل ( فى الحقيقة )؟ فلقد ذهب الحياء من على وجه الأرض (عندما أتى جبريل عليه السلام لينزع الحياء من الأرض )، فالناس قديما كانوا يستحيون من أن يرتكبوا خطيئة أمام الله ولكن الناس الآن لا يستحيون على الإطلاق.

حبيب: يا شيخ نحن نسألك (المعرفة و الإرشاد) من كنوز علمك.

مولانا: سأل الرسول صلى الله عليه وسلم ربه أن يهبه هذه الأمة, ورد الله إنها أمة مشفوع لها ومغمورة بالرحمة التى وهبتك إياها يا رسولى الحبيب, نحن أمة مرحومة ومغفور لها. فإذا كان لديك أربعين من الأبناء فهل تقبل أن يأخذ السلطان حتى أحد أبنائك؟ هل هذا سيريح قلبك؟

حبيب :لا

مولانا: رسول صلى الله عليه وسلم هو رحمة للعالمين، وسيعطيه الله حتى يُرضِى قلبه, وسيقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم حتى يرضى و يطمئن قلبك قل ماذا تريد يا حبيب الله؟ (ولن يرضى قلب رسول صلى الله عليه وسلم حتى يرحم الله كل أمته)

الحبيب: قال الله فى كتابه العزيز

وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ

وحقا فسوف يعطيك ربك (يا محمد ) حتى ترضى.

(سورة الضحى الآية 5)

مولانا: من نحن؟ فنحن كالحشرات فى عين الله، فإذا أخطأت النملة فهل سنشعر بالغضب والإنزعاج؟ هل سنتضايق؟

الحبيب:لا

مولانا: افهم ذلك إذاً لأن هذا باب للسعادة ( بما يعنى أننا يجب أن نشعر بالسعادة لأن لدينا ربٌ عفوٌ وغفور، فلا يجب أن نفقد الأمل فى عفو الله ورحمته, فهو دائما يعفو عن المؤمن التائب, ولذلك يجب أن نسعد لذلك).

حبيب:الشيخ (مولانا) هو الباب للسعادة ففى حديث للرسول صلى الله عليه وسلم ” تحدث عن الرحمة والسعادة حتى تسعد قلوب الناس”( قال أن مولانا دائما يسعد الناس, فالتعاسة والحزن يعمان وجه الأرض، فأَسْعَدَ الناس وخَفَفَ عنهم آلامهم)

مولانا: أليس الله بالعفو الغفور؟ من سيعفو عنه ويغفر له؟ هل العفو والمغفرة للرسول صلى الله عليه وسلم؟ حاشا لله بالطبع لا, فرحمته للمخطئين (ولذلك يجب ألا ييأس المخطئون من رحمته وعفوه فالله قال ” رحمتى وسعت غضبى”)

إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحً۬ا مُّبِينً۬ا لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ.  مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُ ۥ عَلَيۡكَ وَيَہۡدِيَكَ صِرَٲطً۬ا مُّسۡتَقِيماً

(سورة الفتح  الآية 1-2)

مولانا :غفر الله ما تأخر من ذنبك وما تقدم (لهؤلاء الذين يتوبون توبة حقيقية).هل تظن أن أى شخص يمر من  حساب الله  الدقيق؟ لأن لا أَحد منا يقدر على الوقوف أمامه ليحاسب (ولذلك يجب أن تسعى لعفوه قبل أن تلقاه).

حبيب: نحن سعداء بوجودك معنا (مولانا) فى هذه الدنيا وأيضا فى الآخرة, لأن ذلك تمت كتابته منذ يوم الوعد “ألست بربكم”. (فكل شيخ لديه مريدين وسيرافق مريديه للأبد، ولهذا سيسعد الحبيب بصحبة مولانا، حتى أن الغنم يجب أن ترافق راعيها حتى يكون بمأمن من الذئاب).

مولانا: قالوا بلى الحمد لله فذلك قد كتب منذ يوم الوعد فنحن عبيده المسلمون, ونحن عبيده فلن يلقى بنا فى نار جهنم فنحمد الله ونشكره على ذلك, ولكن يجب أن ندرك شيئا واحدا فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” لقد مَنَّ الله على بخلق عظيم ” ولذلك أحسن الناس أخلاقا سينعمون بوجودهم مع الله, أما أصحاب الأخلاق السيئة ذوى الصفات الحيوانية فسيكونون فى الإسطبلات, حيث يشبعون رغباتهم الجسدية الشهوانية و منها الطعام والشراب.(ولذلك رغم أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم سيدخلوا الجنة فى النهاية, فهناك درجات عديدة من الجنات البعض منها قريب من الله والآخرى محجوبة عنه.  فالرسول صلى الله عليه وسلم بُعِثَ لكى يُقَّوِم سلوك البشر, ولا يجب أن نرضى فقط بممارسة أدنى سلوكيات الإسلام فيجب أن نسعى للوصول لأعلى درجات العبادة لنكون من أحسن المؤمنين, لأن هؤلاء المؤمنون هم الأقرب لله إلى الأبد )

وَكُنتُمۡ أَزۡوَٲجً۬ا ثَلَـٰثَةً۬ (٧) فَأَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ ٨) وَأَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ مَآ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ (٩) وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلسَّـٰبِقُونَ (١٠) أُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ (١١

(سورة الواقعة الآية 7-11)

مولانا: كما نعرف أن الحيوانات لا تحاسب فتخيل أنك مزارع, فإذا شرد حيوان فى حقل المحاصيل, وأكل منها  فأنت ستلجأ بالطبع لقاضى لكى تحصل على تعويض عن الضرر الذى أصابك, فهل سيقول لك القاضى أن عليك أن تأتى بهذا الحيوان (بقرة على سبيل المثال) ليكون شاهدا ويدلى بشهادته فى المحكمة؟

الحبيب:بالطبع لا

مولانا : من الذى سيأتى للمحكمة إذاً؟ المالك لهذا الحيوان وهو راعى الغنم  ولذلك فالكثير من البشر مثل الحيوانات (الغنم) فى سلوكياتهم وصفاتهم، فالأغنام لا تتحمل مسئولية, وفى هذه الأيام فإن صفات البشر مثل صفات الحيوانات وفى هذه الأيام يعيش كل شخص فى غفلة بلا مسؤولية  تماما مثل الحيوانات (ولذلك يجب أن نجد راعى أغنام, كالمحام الذى يدافع عنا فى المحكمة الإلهية, فيجب علينا أن نبحث عن مرشد وهؤلاء الناس الذين لا يتبعون الشيوخ يتبعون أنفسهم و شهواتهم.)

أَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَٮٰهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيۡهِ وَڪِيلاً ۥ. أَمۡ تَحۡسَبُ أَنَّ أَڪۡثَرَهُمۡ يَسۡمَعُونَ أَوۡ يَعۡقِلُونَ‌ۚ إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَـٰمِ‌ۖ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلاً

(سورة الفرقان 43-44)

الحبيب :هل نحن أغنام فقط يا شيخ؟

مولانا: إذا استطعنا أن نطور أنفسنا ونتخلص من الصفات الحيوانية فنحن لن نبقى أغنام ونستطيع أن نصل لدرجات سماوية عالية ونصبح من الرجال الملكوتيين، أو الرجال السماويين ولذلك يجب أن نتخلص من الصفات السيئة, ونسعى لاكتساب الصفات الحميدة, فالأشخاص الذين لا يتمتعون بالصفات الحميدة مثل الحيوانات لا يستطيعون تحمل مسئولية (فالأشخاص  ذوى الأخلاق السيئة يبقوا فى الاسطبلات بعيدا عن القصر, بينما الأشخاص المحترمين ذوى الأخلاق العالية يسمح لهم بالدخول إلى القصر والجلوس مع الملك)

الفاتحة

تعليق

لم تكن هذه بالصحبة العادية فالمزاح بين السيدين كان بليغا ذى طابع شعرى, وكانت أصعب من أن نفهمها كاملة, وذكر مولانا أن هناك صحبة للنمل (من أمثالنا) وللأفيال (مثل الحبيب على الجفرى) ولا تحمل النملة أبدا الحمولة التى يتحملها الفيل.

  • من هو سيدنا أبو يزيد الذى يتحدث مولانا عنه ؟ قال سيدنا جنيد البغدادى عن سيدنا تايفور أبو يزيد البستامى :” أبو اليزيد هوأسمى, وأرفع الصوفيين مكانة مثلما الملاك حبريل هو أسمى وأرفع الملائكة يمكنك قراءة تاريخ حياته بالكامل هنا.

وعندما سُئِلَ أبو يزيد عن العمل الذى يقرب الشخص إلى الله، أجاب قائلا :”أحبب أصدقاء الله حتى يحبونك, وأحبب دعاته حتى يحبونك, فالله ينظر لقلوب هؤلاء الدعاة وسيرى إسمك محفورا فى قلوبهم, وسوف يعفو عنك الله ويغفر لك” ولهذا السبب فإن متبعى النقشبندى سيرفعوا درجات عند الله من أجل حبهم لشيوخهم, وهذا الحب يرفعهم لمنزلة السعادة المستمرة, والوجود المستمر فى قلوب أحبائهم.

  • و رغم أن كل المؤمنيين من أمة محمد  صلى الله عليه وسلم  سيدخلون الجنة، حتى الشخص الذى لم يفعل شيئا سوى أن قال لا إله إلا الله مرة واحدة فى حياته، فهناك درجات مختلفة من الجنة لكل شخص, فالمؤمن الذى فشل فى التخلص من صفاته الحيوانية  سيبقى فى “الإسطبل “, وهو المصطلح الذى يستخدمه مولانا للجنات الدنيا أسفل عرش الرحمن, فمثل هؤلاء الناس عاشوا بصفاتهم الحيوانية, ولم يتحملوا أى مسئولية تماما مثل الحيوانات, ولذلك لم يستحقوا الثقة لأنه ليس هناك شخص عاقل يمنح شيئا قيما لشخص غير ناضج أو غير مسئول, فلا يوجد أب يمنح تجارة العائلة لطفل يلبس حفاضة أو شخص بالغ غير مسئول.
  • ولذلك السبب ذكر مولانا ضرورة أن نُقَّوِم سلوكنا ونحسنه باستمرار عدة مرات فى هذه الصحبة, لنتخلص من الصفات الحيوانية الموجودة فينا ونكتسب صفات ملائكية, فمثل هؤلاء الناس قادرون على تحمل المسئولية, ومن ثم سيكونون أهل لهذه الثقة, ويتركون الدنيا كخلفاء ليتبوأ كل منهم منزلة ربانية  بفضل حسن الختام لرحلتهم الجميلة وعلوهم إلى منزلة الكمال بفضل شيخنا.
  • بُعِثَ الرسول صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق, فكلما عملنا على تطهير أنفسنا من الصفات السيئة كلما كنا أقرب إلى الله فكل الألقاب و المكانات المعروفة لاقيمة لها إذا كان سلوك صاحبها سيئا. ورغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كانت له أسماء وألقاب عديدة, فلم يدخل أحد الإسلام لألقاب الرسول صلى الله عليه وسلم العظيمة, فلقد دخلوا الإسلام لأنهم ذاقوا طعم الصدق وحلاوة الحب الذى أدخلها الرسول على حياتهم الفارغة, لينقلهم من حياة الكآبة إلى حياة يملؤها الأمل, ومفعمة بنشوى الحب لله ونشوى القيام برحلة للآخرة ليكونوا مع الله للأبد، فالرسول صلى الله عليه وسلم حمل رسالة حب ورحمة وكانت أخلاقه تصل لأعماق قلوب الناس, وحتى أصلب وأقسى الرجال يلينون أمام تواضعه ودماثة خلقه ورحمته المتدفقة الحقيقية, فلم يقول أنه أحب أمته فقط ولكن عاشها حتى تذوقها من حولها, حتى نحن الذين نعيش خمسة عشر قرنا من بعده مازلنا نتذوقها.
  • الرسول صلى الله عليه و سلم لم يؤذى أو يجرح أحدا من حوله بألفاظ مزرية أو كلمات انتقاصية,  موجهة خصيصا لإهانته أو إيذاءه, فلم يفعل ذلك أبدا ولذلك يجب أن نكون حريصون جدا عندما نتكلم مع أى شخص.
    وقال لى الشيخ بهاء الدين ابن مولانا عندما التقينا فى كولا لمبور ” أبى لم يجرح أحدا أبدا فى حياته, فكان يقول لى دائما تعامل مع قلوب الناس كأنها قوارير زجاجية ثمينة, التى لو كسرتها مرة فلن تستطيع إعادتها لهيأتها الأولى, وتقبل كل شخص على حاله, لأن الله قد خلقه على هذا الحال, فالداعية هو شخص يتسع قلبه لقلوب العديد من الناس” يالها من كلمات حكيمة بشدة  وواقعية أيضا، فمن الأفضل أن تتلقى الإهانة من أن توجهها, حيث لن يشفع لك كثيرا أن تعرب عن أسفك بعدها, وتحاول أن تصلح آثار كلمة خسيسة تفوهت بها, فلا يمكن أن تجمع أجزاء قلب منكسر, فهناك حديث يقول ” لأن تكسر قلبا مؤمنا أشبه بهدم الكعبة”  لأن قلب المؤمن كالأرشوله.
  • عامل الناس باحترام فلقد كرم الله الإنسان

وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِىٓ ءَادَم

 

(سورة الإسراء الآية 70 )

ولكن  العديد من الناس يقرأونها بألسنتهم فقط, ويستندون إليها فقط عندما يريدون احترام الآخرين لهم,  ولكنهم يتجاهلونها عندما لا يحترمون الآخرين, ولكن يجب أن تُوَّجِه النصيحة بقلب حانى دون عنف أو تهديد, وهناك أعداد لا تحصى من الأحاديث تتحدث عن رقة ولين الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ينصح أصحابه على انفراد وليس أمام أحد, ولا يتكلم عن أخطاء أحدهم الشخصية فى الخطب أو فى الصحبات, فالله هو الستار وهو يريدنا ألا نظهر عيوب إخواننا.
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم  ” من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو فى جوف بيته “

    • ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُ طَغَىٰ فَقُولَا لَهُ ۥ قَوۡلاً۬ لَّيِّنً۬ا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ ۥ

( سورة طه  الآية 43 -44 )

  • فبالتأكيد لا أحد منا أنبل من سيدنا موسى أو أسوأ من فرعون, ومع ذلك أمر الله سيدنا موسى أن ينصح فرعون بلين ولطف حتى يأخذ بنصيحته, ولذلك لا يوجد ما يدعو إلى أن نتكلم مع أحد حتى الكافرين بطريقة فظة أو متعالية.

 

  • :ولكن بدلامن ذلك أدعوهم لدين الحق كما أمرنا الله  بكلماته التالية

 

ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِ‌ۖ وَجَـٰدِلۡهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ‌ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ‌ۖ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ

(سورة النحل الآية 125)

فقد لا نتفق مع طريقة أو مواقف أو أراء أحد ولكن يجب أن نتجنب الشجار, ويجب أن ندعو الناس كما فى الآية الكريمة ” ٱدۡعُ ُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِ‌ۖ وَجَـٰدِلۡهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ”ۚ فهذا هوأمرقرآنى.

  • فلا يجب أن نخترع أكاذيب أو فتن لمجرد اختلافنا مع أراء شخص ما.

إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلۡإِفۡكِ عُصۡبَةٌ مِّنكُمۡ‌ۚ لَا تَحۡسَبُوهُ شَرًّ۬ا لَّكُم‌ۖ  بَلۡ هُوَ خَيۡرٌ۬ لَّكُمۡ‌ۚ لِكُلِّ ٱمۡرِئٍ مِّنۡہُم مَّا ٱكۡتَسَبَ مِنَ ٱلۡإِثۡمِ‌ۚ وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبۡرَهُ مِنۡہُمۡ لَهُ ۥ عَذَابٌ عَظِيمٌ لَّوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتُ بِأَنفُسِہِمۡ خَيۡرً۬ا وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفۡكٌ۬ مُّبِينٌ۬ ۥ ۬

.(سورة النور 11-12)

  • عندما تصل اتهامات  لمسامع أحد فأول شىء تعلمناه من القرآن هو حسن الظن فى أخينا المسلم (الذى وجهت له هذه الاتهامات) ثم نستقصى ونبحث من مصادر معلومات موثوق منها, ولا يجب أن نقفز ونَخْلُص إلى استنتاج سىء ونمضى قدما لتقطيعه إربا عقابا له على تهم زائفة, ولكن يجب أن نخشى الله كما فى الآية الكريمة أعلاه, فكل إنسان من هؤلاء الناس سوف يُعاقَب عقابا شديدا.

وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُ فِى ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأَخِرَةِ لَمَسَّكُمۡ فِى مَآ أَفَضۡتُمۡ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ

(١٤)

إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُ ۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِ عِلۡمٌ۬ وَتَحۡسَبُونَهُ ۥ هَيِّنً۬ا وَهُوَعِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ

(١٥)

وَلَوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ قُلۡتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَڪَلَّمَ بِہَـٰذَا سُبۡحَـٰنَكَ هَـٰذَا بُہۡتَـٰنٌ عَظِيمٌ

(١٦)

(١٧)  يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثۡلِهِ أَبَدَاً إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ

(سورة النور 14-17).

  • وفى هذه الأيام يعتبر المسلمون الأكاذيب والإفتراءات شيئا خفيفا على ألسنتهم, وفى كل مجلس تقريبا  يتواجدون فيه  يغتابون ويبهتون كل شخص آخر, ورغم ذلك فإنه أمر جلل وعظيم فى نظر الله, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن ضَمِنَ ليْ مَا بَينَ لَحْيَيهِ ورِجلَيهِ ضَمِنتُ لهُ الجَنّة” وحديث آخر يقول :”المؤمن من سلم المسلمين من لسانه ويده”.

 

  • لا تجعل كراهيتك لشخص يؤثر على حكمك عليه

يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوا قَوَّٲمِينَ لِلَّهِ شُہَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِ‌ۖ وَلَا يَجۡرِمَنَّڪُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعۡدِلُواْ‌ۚ ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ

(سورة المائدة الآية 8)

  • الأدب هو أن تكون لا شىء متواضعا لله, فقد نصحنا مولانا الشيخ عدنان أن نترك كل المديح والإطراء الذى نتلقاه فى سلة المهملات الموجودة خارج المنزل مهما كان نوع المديح أو الإطراء الذى نتلقاه, فلا تترك المجلس وأنت تحمل هذا المديح بداخلك أبدا بل اتركه وراء ظهرك واترك المجلس كأنك لا شىء أى شخص بلا قيمة أو مكانة.
    والآن هذا شىء فى غاية الأهمية فهدف الطريقة هو أن تصبح لا شىء فالحقيقة أننا مجرد ظلال لله وليس بمقدرونا فعل أى شىء إذا لم يحركنا الله.

فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡ وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ‌ۚ وَلِيُبۡلِىَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡهُ بَلَآءً حَسَنًا‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

(سورة الأنفال الآية 17)

 

  • و يلخص مولانا الشيخ عدنان ذلك فى جملة واحدة “نحن لسنا إلا ظلال لصفات الله، نحن لا شىء ولذلك تواضع ولا تؤذى أحدا (بالقول أو بالفعل) وجاهد نفسك لتتخلص من الصفات الحيوانية حتى نستطيع نحن أيضا تذوق حلاوة و نشوة الإيمان التى يسعى مولانا أبو اليزيد أن يتذوقها يوم القيامة.

.آمين يا رب العالمين

يمكن مشاهدة هذه الصحبة و مدتها خمسة عشر دقيقة باللغة العربية  فقط على الموقع www.Saltanat.org. اختر من القائمة على اليمين “بستامى 23 نوفمبر 2010” هناك زر CC بعد زرالتحكم فى  الصوت  أسفل الشاشة  للاختيار .
قم باختيارترجمة إلى إحدى عشر لغة واخترمن العربية ،بهاسا،أندونيسيا ،ميلايو ،الألمانية الإنجليزية ،الأسبانية،الإيطالية، الروسية ،الماندارين،الهولندية ،والتركية. انقر على زر AD  أعلى اليمين الجزء المعروض لترجمة حية إلى اللغة الإنجليزية.
أثناء عرض الصحبة مباشرة  تعرض الأزرار الموجودة  أعلى الشاشة ترجمة صوتية للغات أخرى أيضا، وإذا لم يعد هذا الفيديو موجودا فقم من فضلك بالبحث عنه  فى أرشيفات الفيديو الخاصة بموقع تلفزيون سلطانات

تلفزيون سلطانات هو الموقع الرسمى لمولانا الشيخ نظيم الذى أقره و صدق عليه بنفسه.

۬هل أعجبك؟أرسل لصديق.

 

This entry was posted in Suhbah @ar. Bookmark the permalink.